السبت، 29 يونيو 2013

ثلاثيات ليلى

إليكِ نزحتُ يا ليلى .. تشقق مأرِبي وانهارْ
إليك أفرُّ إن الحب لا يخلو من الأخطارْ
وإن بطولةً كبرى إلى عينيكِ كلُّ فِرارْ
****
أيذوي الحبُّ يا ليلى وأنتِ سليلة الأزهارْ
على شفتيكِ أغنيةٌ .. تُردد لحنَها الأطيارْ
وفي عينيك ملحمةٌ تخوضُ غِمارَها الأشفارْ
****
بحجم الدق يا ليلى تكون صلابةُ المسمارْ
بحجم الجرح في قلبي سأنهض بعد كل عثارْ
بحجم مداد آلامي ..  سألقاها بجيش تتارْ
****
معا سنكونُ يا ليلى بلا شُغُلٍ بلا أعذارْ
سنركل علبةَ الماضي ونبدأ في الهوى الإبحارْ
ونُبقي من مآسينا نُدوبَ عظامنا تذكارْ
****


16/1/ 2012

بيننا كلماتي

حَمَّلْتُ حرفي لوعتي وشَكاتي           إذْ ليسَ تبلُغُ سمعَها آهاتي
إذْ ليسَ يجمعُ أيُّ شيءٍ بيننا              فالآنَ تجمعُ بيننا كلماتي
حسبُ المُتيمِ أن يكونَ حبيبهُ             مُلْكًا لهُ في أسطُرِ الصفحاتِ
2/12/2008

كلنا ثمل

هل مِنْ رسولٍ لها فيخبرها       عما جَنَتْهُ عيونُها النُّجُلُ
 
وفَرعُها وَهْوَ دون منكبِها         مُغْدودنٌ وَيْ كأنُّهُ خّضِلُ
 
وصوتُها المُستبيحُ أصدرَنا       إذا اعتفَفْنا وغُضَّتِ المُقَلُ
 
القافُ كافٌ وعينُها ألفٌ           واللحنُ صافٍ يعتلُّهُ الخجلُ
 
وعطرُها همسُ أُنثويِّتِها           نشوةُ صبحٍ أصابَهُ البللُ
 
جَنَتْ علينا أوصافُها مِقَةً          فكلُّنا من أوصافِها ثَمِلُ
 
 
5/2/2008

آمالكم ستخيب!

ليهنا النفوسَ وأصحابَها                حياةٌ وشى الغدرُ أثوابَها
تُؤمّلُ في ودِّها راحةً                   وتجهل ما كانَ أعقابَها
أدنيا الخرابِ وآلامَها                   حياتيَ أيكما عابَها
وأيكما سَيَدي بهجتي                    إذا ناشدتنيَ غُصّابَها
وإني قديمًا ظننتُ الحياةَ                تخيّرُ بالعدلِ أحبابَها
حسبتُ الحياةَ بساتينَ كَرْمٍ              ويومًا سأقطفُ أعنابَها
وأني سأركب خَيْلَ اعتزازي           أباري الطيور وأسرابَها
وأني سأعلو متون المعالي             وأني سأرهق أصحابها
وأني سأترك كل النجومِ                تجرجر خلفي أذنابَها
وأني سأشرب صافي المنى            وأُظمئُ حوليَ شُرّابَها
وأني سأتركُ أسآرَها                   وأكسرُ إن شئتُ أكوابَها
وخلتُ اللياليَ مهما تطل                ستخلع في الصبح جلبابَها
وأنَّ السنينَ ستُهدي إليَّ                 جزاءَ اصطباريَ ترحابَها
وخلتُ السحائبَ إذْ أبطأتْ              ستُثقل فوقي تسكابَها
فلمّا بلوتُ ضُروعَ الأماني              لقيتُ على الغُلِّ حلّابَها
ذهبتُ لأخطب ود الحياة                فسدَّت بوجهيَ أبوابَها
وألفيتني قد رجعتُ الخطى             ولما أَصِلْ بعدُ أعتابَها
وألفيتني صرتُ في كبوةٍ               وكنتُ أرانيَ وثّابَها
وأطبقتِ السحبُ أجفانَها                وأخبأتِ الأرضُ زريابَها
كأن الحياة بما قدّمتْ                    تُطالبني الآنَ أتعابَها
لبئس مُضيفُ الجياعِ حياةٌ              تُدسسُ في شهدِها صابَها
وإني بخيبةِ آمالهم                       قريبا، أبشر خطابَها
ستبكي السفينة إبحارَها                 متى حاصر الموجُ رُكّابَها
 
 
27 / 12/ 2010


شجون أديب

أضنى الهيامُ بقلبهِ الولهانِ           فنفى الكرى عن حبرِهِ الوسنانِ
 
أوراقُ عشقٍ قد تعصفرَ لونُها       وشجونُ حبرٍ يشتكي بلسانِ
 
مَسَكَ اليراعَ فراعَهُ في مَسْكِهِ       كَرُّ الهموم السود والأحزانِ
 
ما كاد يذرفُ حبرَهُ حتى هَمَتْ      ومَحَتْ بناتُ الجفن بالذرفانِ
 
خَطَّتْ دموعُ العين كلَّ عبارةٍ       موجوعةٍ في صفحة الوجدانِ
 
ما عاد يملك نفسَهُ في أمرِهِ          سطرُ الأحبةِ باتَ سطرُ هَوانِ
 
 
4/6/2004

ذهاب

وحيدا بين جدران اكتئابي         أرى شبح المنية خلف بابي
وأسمع خلف نافذتي صريرا      لظفر مصيبة فيها عذابي
وفوق السقف بوماتٌ تغني        وغربانٌ على نغم انتحابي
فأعلم أن في صبري هلاكي      وأوقن أن عقلي في ذهابِ
ولولا أنني أخشى عذابا           دفنتُ الآن نفسي في الترابِ
9/6/2009


نيران الجفاء

صدّتْ وألقت خلفها حبي           وذرت فؤادي تائهَ الدربِ
وتنسَّمت –صبحا- سوى مقتي      وتوسدت –ليلا- سوى قلبي
وتغافلت لما اتصلت بها              لتزيدني كربا على كربي
ولعلها  لجت صريمتها                فتعمدت رقميّ بالشطبِ
أَنَسَتْ زمانَ الحبُّ يجمعنا            وقلوبنا في غيدَقٍ خِصْبِ
أيام نشدو في مرابِعِنا                مرحًا فيضحكُ ناعسُ العُشبِ
أَقَدَحْتِ نيران الجفاءِ بِأزْ            نادٍ أتتْ من أصغرِ الذنبِ
كم كان يكفي يا معذبتي           شيئٌ من التأنيبِ والعَتْبِ
إن كنتُ في الأحكامِ ذا زَلَلٍ        فالصفحُ شيمةُ صَدْرِكِ الرَّحبِ
أو كنتُ في الأحكامِ ذا سَفَهٍ        فالحِلمُ سيما صاحبِ اللبِّ
أو شئتِ ضربي قبلَ معذرتي!        يا حبذا من مثلكم ضَرْبي
أما الفراقُ فإنه تَلَفي                ويهيجُ مُوقا داميَ الغرْبِ
ما كنتُ أسطيعُ السلوَّ ولو          عِدَّانَ أنْ تَرتدَّ لي هُدبي
فلترحمي، قلبي يموتُ، فَحَسْـ         ـبِيَ يا جميلَ المُلتقى حسبي
 
8/1/2010 م


جنون الهوى


أنتِ التي استحْلَتْ مَذاقَ جُنوني            و فظاظتي و تهوري و شُجوني
أنتِ التي حَفظتْ حَكايا في الهَوى         هَجَعَتْ لِمَسْمَعِها فِراخُ غُصوني
يا شمعةَ الحُبِّ التي كمْ بَدّدَتْ                خوفي و عُتمَةَ صدرِيَ المَسْكونِ
هذي يَدُ الجَدِّ الرَّدِيْ عَنْ كَفِّها               نَفَضَتْ غُبارَ فؤادِيَ المَطْحونِ 
لكنَّهُ الألقُ المُحَلِّقُ في دُجَى                 عينيكِ ما أَبْقى بَريقَ عُيوني
لا تُغمضي عينيكِ قطُّ فإنني                أَدمنْتُ جَرْعَةَ طَرْفِكِ الأَفْيُونِيْ
قالتْ: ستَحْرِمُ مُقلتي مِنْ نَوْمِها!            هذا لحُكْمُ مُتَبّلٍ مجنونِ!
فأجبتها: أَوَقَدْ نَسيتِ حَديثَنا؟                "أنتِ التي اسْتَحْلَتْ مَذاقَ جُنوني"!
 
19/7/ 2008

الرحَّال

إليكِ بليلِ الشوقِ أُبحرُ ساعيا  
أَشدُّ على بحرِ الغرام شراعيا  
أصارع أمواجا تكنّفها الدجى  
وأصدمُ ريحا للهلاك دواعيا  
وأمضي دليلي ذو وجيبٍ يسوقني  
إلى حيث لا ألقى لوصلك ناعيا  
ولستُ بهيّابِ الظلام فإنني  
مُلاقٍ متى حاكاكِ بدرٌ شعاعيا  
كذاكَ أنا الرحّالُ في لجج الهوى  
ألبي نداء القلبِ ما كان داعيا  
سفيني سفينُ الحب لا برَّ دونه  
فيرسوَ إلا إن حوتكِ ذراعيا  


حنين الذكريات

 
أظلي يا غصون الشعر حرفي   **   و أرخي لي عناقيد المعاني
وزَكّي كل حرف أجتنيه        **  بطعمِ محبة وشذى امتنانِ
فشعري اليوم محتضن عزيزا     **  تعاقبني زمانا باحتضانِ
زمانَ أتيتُ للدنيا صغيرا       **  ضعيف الخطو مهزوز الكيانِ
أفتش حائرا عن كنه نفسي    **  وعن كنه التواصل والبيانِ
وتحتشد المعاني في بكائي      **  وتفترق الحروف على لساني
فكانت وحدها معنى جليا    **  يميزه على جهلٍ جناني
وكانت وحدها واحاتِ دفءٍ **  معبقة برائحة الأمانِ
إذا عيني جرت بالدمع يوما   **  جرى في عينها نهر الحنانِ
وحاطت رأسي العاري بكفٍ **  سقاها الحبُّ مورقةِ البنانِ
وضمتني ولو ضمت إليها     **  سما الدنيا لذاب الفرقدانِ
وتسهر حول مهدي في الليالي **  تهدهدني بأنغامٍ حسانِ
وتحرس مهجتي بمعوّذاتٍ       **  من القرآنِ والسبعِ المثاني
أيا أماه كم ذكرى حنانٍ      **  أتتني اليوم مرخاة العنانِ
وكم ذكرى حنانٍ قد محتها    **  على مر السنين يد الزمانِ
تفرّ الذكرياتُ فأقتفيها        **  كما لو أننا فرسا رهانِ

31/10/2010



الجمعة، 28 يونيو 2013

حرب الدموع

أبى جيشُ هذا الدمعِ أن يتصبرا     **     فغادر ميدانَ الهوى وتحدَّرا
وما فرَّ من ضعفٍ و قلةِ حيلةٍ       **     ولكنّ نصر الوجدِ كان تقررا
ومن شهد اللأواء إن كان خاسرا    **     فلا خير أن يبقى وأن يتضررا
وفي ساحة التهيامِ للعين وقعةٌ        **     فإن سفحتْ كان الهيامُ مُظفَّرا
ومن تصطبرْ في الحب عيناهُ ليلةً   **     فما ذاق طعم الحب قط ولا درى
ومن عجب الأيام دمعٌ محاربٌ      **     بطولته أن يُستباحَ ويُخسَرا
إذا ميّزَ الأبطالَ طولُ ثباتِهم         **     فقد ميّزَ العشاقَ دمعٌ لهم جرى
و سيانِ حربٌ أو غرامٌ فواحدٌ       **     تُرى فيه طعناتٌ وآخرُ لا تُرى
 
 
 
27/ 6/ 2010